بعد الإقامة
أخرج الحاكم وصححه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه بلفظ ساعتان لا ترد على داع دعوته حين تقام الصلاة وفي الصف ولفظ ابن حبان في صحيحه من هذا الحديث عند حضور الصلاة , و اخرج الامام مالك في الموطأ عن أبي هريرة رضي الله عنه ساعتان تفتح لها أبواب السماء وقل داع ترد عليه دعوته حضرة النداء للصلاة والصف في سبيل الله وذلك ايضا يدل على الاجابة عند الصف في سبيل الله . وأخرج البخاري وأهل السنن من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة عند قول الإمام ولا الضالين ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه , وفي صحيح مسلم بلفظ إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين يحبكم الله , وفي الموطأ أنه يقول رب اغفر لي آمين في السجود اخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء
ودبر الصلوات المكتوبات اخرج الترمذي أن دبر الصلاة من الأوقات التي تجاب فها الدعوات وهو من حديث أبي أمامة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله أي الدعاء اسمع قال جوف الليل الأخير ودبر الصلاة المكتوبة قال الترمذي حديث حسن
وعند شرب ماء زمزم
أخرج الدارقطني والحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له إن شربته تستشفى به شفاك الله وإن شربته لشبعك أشبعك الله وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله وهو هزمة جبريل وسقيا اسماعيل وزاد الحاكم وإن شربته مستعيذا أعاذك الله قال وكان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال اللهم أني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء قال الحاكم بعد إخراجه صحيح الإسناد
وعند صياح الديكة
ورد في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم صياح الديكه فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله فإنه رأى شيطانا
وفي مجالس الذكر
اخرج الامام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأبي سعيد رضي الله عنه أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده وثبت في الصحيحين من الحديث الطويل وفيه أن الله يقول لملائكته اشهدوا أني قد غفرت لهم فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس فيهم إنما جاء لحاجة قال هم القوم لا يشقى بهم جليسهم
كنوز يوم الجمعة
نستنتج مما اوردناه ان يوم الجمعة يوم مبارك , فعلينا ان نستغله اولا بقرائة سورة الكهف ثم بالذهاب الى صلاة الجمعة مبكرا , وبعد الاذان نبدأ بتكرير الدعاء والالحاح فيه حتى الاقامة , فمن لهاه ذكر الله عن الدعاء اعطاه الله عز وجل احسن من دعائه , وبعد الاقامة ندعو اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ثم ادعو اللهم اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار . ثم تقام الصلاة وتقرأ فاتحة الكتاب وان كان الامام ممن يفقه القول بدأ قرائة الفاتحة باول اية منها وهي بسم الله الرحمن الرحيم فقرأها جهرا , وعند قرائة " ولا الضالين " قبل ان تقولوا آمين ادعوا الله باللهم فرج كربي وكرب المؤمنين آمين , ثم اثناء السجودين ادعوا الله ما استطعتم وهند اتمام الصلاة وبعد الذكر ادعو الله ما استطعتم . ولا تنسوا الذكر والدعاء باصوله وآدابه حتى صلاة المغرب .
ممن يستجاب دعائهم
المضطر
سبحان من قال وقوله الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ
وقد روى في ذلك حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فإنهم من المضطرون وهو ثابت في الصحيحين
المظلوم ولو كان فاجرا أو كافرا
ورد في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فقال اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب . وأخرج الامام أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه وايضا حديث أنس رضي الله عنه عند الامام أحمد وإن كان فاجرا وأخرجه وابن حبان بلفظ ولو كان فاجرا
الوالد على ولده والإمام العادل
أخرج أبو داود والبزار والترمذي وحسنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات لا شك في إجابتها دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على وأخرج الامام أحمد من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم ثلاثة تستجاب دعوتهم الوالد والمسافر والمظلوم
الولي
كما ورد في الحديث القدسي في صحيح البخاري
حدثني محمد بن عثمان بن كرامة ، حدثنا خالد بن مخلد ، حدثنا سليمان بن بلال ، حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن عطاء ، عن أبي هريرة ،
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ،
وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته
الولد البار بوالديه اخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة فيقول أنى لي هذه فيقول بدعاء ولدك قال الهيثمي ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث . ومما يدل على ذلك حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فدعوا الله بصالح أعمالهم وكان أحدهم بارا بوالديه فتوسل إلى الله تعالى بذلك فأجاب دعاءه المسافر والصائم أخرج الامام أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حتى يفطر ودعوة المظلوم , وأخرج الامام أبو داود والبزار والترمذي وحسنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات لا شك في إجابتها دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على وأخرج الامام أحمد ايضا من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه عنه صلى الله عليه وسلم ثلاثة تستجاب دعوتهم الوالد والمسافر والمظلوم
المسلم لأخيه بظهر الغيب اخرج الامام مسلم من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك مثل ذلك وأخرج الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوتان ليس دونهما حجاب دعوة المظلوم ودعوة المرء لأخيه المسلم بظهر الغيب المسلم ما لم يدع بظلم أو قطيعة رحم أو يقول دعوت فلم أجب أخرج الامام البخاري والامام مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي وفي رواية للامام مسلم والترمذي لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم وما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول قد دعوت فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء . واخرج الامام الترمذي وقال حسن صحيح والامام الحاكم وقال صحيح الإسناد من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلأ آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم وأخرج الامام أحمد والبزار وأبو يعلى و الحاكم وقال صحيح الإسناد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها
الحمد على اجابة الدعاء
أخرج الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد من حديث عائشة رضي الله عنها , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه فشفي من مرض أو قدم من سفر أن يقول الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات وفي لفظ آخر عند الحاكم في رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال . وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا سأل أحدكم ربه مسألة فعرف الاستجابة فليقل الحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات ومن أبطأ عليه من ذلك شيء فليقل الحمد لله على كل حال . يتبع