أحبك... حتى البكاء
وأعلم أن الذي بيننا
ليس نزوا
ولا هو محض اشتهاء
ولكن معناه فيك, ومنك
وفي لحظة جمعت تائهين
على رفرف من خيوط السديم
فكان انجذاب, وكان ارتواء
هل الشجر المتباهي بكل عناقيده المترعات
يرى في تطاول فرصة لاحتواء المسافة
بيني وبينك..
مد الظلال
لعل الظلال تشارف حد السماء
فتأوى إليه
وتبسط بين يديه احتياج الوليفين للعش
توق الحناجر,وهي مكبلة, للغناء!
هل الأرض تدري بأن خطاك الخفيفة
مسرعة في المروق,
وذائبة في العروق
تسابق عمرين يصطرعان
لأن الذي قد تبقى من الوقت أصغر من رشفة
وأقل من اللحظة السانحة!
فكيف يقال الكلام الكثير بلفظ وحيد؟
وكيف نطيق ازدحام الوعود ليوم جديد؟
وكيف نزيح انكسار زمان ثقيل بليد؟
لنفسح فينا مكانا
لطلة حب جديد
أحبـــــــــــــــــــــــــــــك..
حسبي من الحب أنك لي
وأنك- من بين كل النساء-
حصيلة عمر حفيل
وتوق طويل.. طويل
ولذع الرهان المراوغ
يفلت من قبضة المستحيل
لكي تصنعي مثلما قد حلمت
وتأتين فارسة في السباق الطويل
فكيف أجاريك..
سابحة في المدار
وساطعة كالنهار
ومغرقة كالبحار
وقافزة فوق كل السدود التي تتساقط
تحت سنابك هذا الجواد الأصيل
رويدك لا تقلعي في السحاب
ولا تشعلي البرق والرعد
لا تستثيري التخوم البعيدة
وهي تحدق جازعة
تترجرج..
عند اقتراب الصهيل!
فها أنت..
لا تشبهين اختلاط الفصول
ولغو الشتات
وفوضى الصفات
ودمدمة القابعين بأحقادهم
ومرارات أيامهم
يلوكون عجز الزمان الذليل
وحين تحاول أعناقهم أن تشب
تناطحهم صخرة المستحيل!***
(مقطع خارج موسيقى القصيدة)
أحبك حتى البكاء
وليس البكاء نهاية ما يمكن البوح به
ولكنه خاتمة لتجمع بخار الصبوات المؤجلة
واختمار الساعات المحبطة, طويلا
ها أنت على رفرف الكون
أبعد من نجم وحيد مراوغ
وأقرب من دهشة مفاجئة
تلقى بجمرها على الوجوه الصلدة المقفرة
وتنبت فيها الحياة
فتخضوضر صفحتها بالرغائب
مدي يديك لنعتصر معا عناقيد الفرح
واغرفي من البئر الممتلئة بكل فصول الحياة
ريا لظمأ قديم
وعطشا لزمان قادم!
لم توهب أنثى ماوهبته من ألفة وحيوية
يداك تتنافسان في إبداع حياة لا سابق لها
فكل ماتبدعينه هو على غير مثال سابق
لا تعيدين
و لاتقلدين
ولا تستريحين ألى طريق عبَده السابقون
فلديك من القدرة على الإدهاش
ومن وفرة الإحساس
واشتعال الحميا
ما يجدد اللحظة باللحظة
ويملأ الوقت بالوقت
ويفيض على الزمن بالغنى والحركة
والإيقاع الجياش الذي يفور دوما
ولا يهدأ!"